Friday 17 January 2020

حلم حياتي مدرستي

في عام 2016 بدأ حلم صغير وتساؤل يدور برأسي، هل من الممكن أن تتضافر جهود المهتمين والعاملين بمجال التعليم البديل في الوطن العربي لتوفير منصة مجانية تكون بمثابة العون لمن يريد أو تريد البدء برحلة التعليم اللامدرسي؟

 وفعلا بعد التنسيق مع بعض المحاضرين ومع مجموعة من فريق العمل تحقق الحلم وانطلق المؤتمر ورد الفعل فاق كل التوقعات ورسالات التحفيز والشكر أعطتنا الدافع لتنظيم دورة ثانية وثالثة.
 المؤتمر كان حلما صغيرا لكن الحلم صار يكبر ويكبر لكن سؤالا ما جديدا بدأ يطن في رأسي؟
 كان هدف المؤتمر الانتقال بفكرة التعليم اللامدرسي في الوطن العربي من خانة المجهول إلى المعلوم بالاضافة إلى القاء الضوء على تجارب حقيقية وفعالة في الوطن العربي لأباء وأمهات يقومون بتعليم أطفالهم خارج نطاق المدرسة بأنفسهم.

لكن الأن وبعد أربعة أعوام أتساءل هل مازالت هناك حاجة للمؤتمر؟ هل مازال هناك فراغ يحتاج للمؤتمر أن يسده ويقدم فيه محتوى غائبا؟ أم هناك الكثير والكثير مما يقدم عن التعليم اللامدرسي؟ خاصة وأنني أرى المحتوى في الوطن العربي عن التعليم المنزلي أصبح غزيرا والفكرة لم تعد مستهجنة كما كانت.

بالاضافة إلى أن مشاغل الحياة ألهتني وألهت فريق العمل عن طرح هذا التساؤل معكم أنتم أعزائي متابعي المؤتمر والشهر أصبح اثنين ثم ثلاثة ثم عام كامل مضى ومازال التساؤل بذهني.

 هل ما زالت توجد حاجة للمؤتمر بشكله التقليدي؟ هل لكم تصور عن شكل جديد للمؤتمر ليلبي احتياجات مختلفة لمجتمع أكثر اختلافا وتنوعا مما بدأ 
عليه المؤتمر في 2016؟ 

لذا قررنا أن نأخذ فتراة راحة وإعادة تقييم لفكرة المؤتمر هذا العام وربما نأتي العام القادم بحلة جديدة إذا ما كانت هناك حاجة لذلك.

ولأن المؤتمر منكم وإليكم أتمنى أن تشاركوني بتقييمكم لتجربة المؤتمر إذا ما أفادتكم في الأعوام الماضية وتقديم مقترحات وربما تعينونني على إجادة إجابات للتساؤلات التي ذكرتها أعلاه.

يمكنكم مراسلة صفحة المؤتمر على فيس بوك أو مراسلتي على muslimoriarabic@gmail.com بأي اقتراحات لموضوعات أو محاضرين تودون أن يشاركونا تجربتهم.

ولقد جمعت لكم محاضرات المؤتمر للأعوام الماضية لسهولة المشاهدة وزيادة النفع. أدعو الله أن يبارك في كل من شارك بهذا المؤتمر وأن يكون نواة .لإصلاح أمتنا وتهذيب وتربية أطفالنا.




مؤتمر حياتي مدرستي في دورته الأولى



مؤتمر حياتي مدرستي في عامه الأول ألقى الضوء على فكرة التعليم اللامدرسي وعلى بعض الموضوعات التي قد تهم من ينوي البدء برحلة التعليم اللامدرسي.



نشأة فكرة مؤتمر حياتي مدرستي- ايلي فتحي



تاريخ المدرسة ومساوئها- أروى الطويل



إجابات أروى الطويل على أسئلة محاضرة تاريخ المدرسة ومساوئها




التعلم الموجه ذاتيا - أميرة سعد




إجابات أميرة سعد على أسئلة محاضرة التعلم الموجه ذاتيا




مفاهيم مغلوطة عن التعليم المنزلي - تيسير حرك




دعني ألعب: أهمية اللعب الحر- آيات تليمة




بناء شخصية الطفل المسلم- سلوى مسعد محمد




إجابات سلوى مسعد على أسئلة محاضرة بناء شخصية الطفل المسلم





تجربتي مع التعليم المنزلي - عابدة المؤيد العظم




بداية الرحلة : كيف أبدأ التعليم المنزلي؟- إيلي فتحي





إجابات إيلي على أسئلة محاضرة بداية الرحلة: كيف أبدأ التعليم المنزلي؟




التغذية السليمة وعلاقتها بتنمية العقل- عصام زايد




التربية بالحب و المتعة بالتعليم




تكامل دماغ الأطفال- نهى إبراهيم




التعليم المبكر للأطفال وأهميته - دعاء مجدي




ما هو نمط تعلم طفلك؟ - إيلي فتحي





إجابات إيلي على أسئلة محاضرة أنماط تعلم الطفل


مؤتمر حياتي مدرستي في دورته الثانية



مؤتمر حياتي مدرستي ألقى الضوء على التعليم المنزلي باستخدام نهج المنتسوري.



أخطاء في تطبيق المنتسوري في المنزل- مروة رخا




منتسوري والتربية الايجابية وجهان لعملة واحدة- آية غريب



التعليم المنزلي VS منتسوري - دعاء مجدي




التربية الحسية عند مونتيسوري - نور السمان




منتسوري غرس الحرية وحصاد الاستقلالية- إيلي فتحي




ركن السلام في منهج المونتيسوري - ريم الصابوني




منتسوري والفلسفات الأخرى - أشجان فؤاد




منتسوري واللغة العربية - منى أبو الفتوح





منتسوري بلا أدوات - خديجة سامي







منتسوري والإبداع - آيات تليمة




منتسوري وطفل ما بعد السادسة - إيلي فتحي


مؤتمر حياتي مدرستي في دورته الثالثة


مؤتمر حياتي مدرستي في دورته الثالثة ألقى الضوء على التخطيط للتعليم اللامدرسي وبعض المشكلات التي قد تواجه من يقدمون على التعليم المنزلي وطرح حلول لها.




انتظار وقت الازهار: تأخير التعليم الأكاديمي - جهاد خالد




العملية التعليمية والمهام المنزلية: نظرة جديدة - اسراء زين




التعليم بالسفر وزيارة بلدنا - مروة رخا




أخطاء في تطبيق المنتسوري في المنزل




الدعم النفسي والإجتماعي وأثره في تسهيل التعليم المنزلي - سلمى على





كيف أجعل طفلي قارئا جيدا - ليلى عابيد




10 نصائح لتعليم مراحل عمرية مختلفة في آن واحد - أم يوسف





التخطيط في التعليم المنزلي - هالة (أم عبد الله محمود)




عقبات أحببتها في الطريق - هاجر محمد




فن استبدال القبعات - منة سعد




فليغرسها.... كوكبنا ومستقبل أولادنا - إيلي فتحي




كيف تحيي اللغة العربية التعليم المنزلي وكيف يحييها - نور الهدى عبد الرؤوف





تجربتي في التعليم المنزلي - سنان ديرانية

Tuesday 15 August 2017

قليل دائم


وبدأ الشعور بالذنب يطرق بابي ثانية، هل ندرس ما يكفي؟ هل دب الملل إلى عالمنا الصغير الذي كان يوما ما مليئا بالمغامرات والاستكشافات؟ هل التهمني وحش الانشغال عن فلذات اكبادي؟

ابنتي تشاغب وابني يلتصق بي كما تلتصق قطعة الصوف بنبات الصبار يبكي ولا أعلم ما به، لا بل أعلم هذه صرخات استجداء كوني معنا حاضرة جسدا وذهنا وقلبا لا تكوني معنا بجسدك وعقلك في التقارير التي عليك كتابتها، أو عدد الساعات التي عليك قضاؤها بعيدا عنا. لكن كيف لي؟ 

شارفت ساعات التدريب العملي على الانتهاء ومع ان التجربة ممتعة ومفيدة للغاية فتعلمت من خلال الأشهر الماضية الكثير والكثير عن نفسي وعن أطفالي وعن الأطفال بشكل عام والتعليم وفلسفة المنتسوري بشكل خاص وجعلتني التجربة أكثر حرصا على النداء بأهمية دراسة منتسوري دراسة سليمة وأهمية قضاء وقت في مدرسة معتمدة لفهم أعمق للفلسفة ومعرفة الهدف وراء كل نشاط وكل درس وكل حركة وخطوة فكل هذا يكون محسوبا بدقة والكتب والفيديوهات والمنشورات وحدها لا ترصد لقطات تطبيق هذه الفلسفة الرائعة التي تتم معايشتها مع معلمات لديهن الخبرة والحكمة .

لكن بالرغم من أهمية التجربة بالنسبة الى تركتني منهكة ومتعبة وجعلتني نصف حاضرة لأطفالي وبدأ الشك في رحلتنا يدب إلى قلبي وراود خاطري هذا السؤال الذي يعصر قلب كل أم تقدم على التعليم المنزلي.
هل نفعل ما يكفي؟ 

سمعته مرارا من العديد من الصديقات والقارئات والمتابعات وكان دوما ردي يقذف السكينة في قلوبهن ويطمئنهن على حد قولهن.

قليل دائم... خير من كثير منقطع
نعم... على تذكر نصيحتي 

قليل من الوقت أكون حاضرة قلبا وعقلا وجسدا وكلي حب وشوق لأطفالي خير من كثير منقطع ومشوش ومشتت.

قليل من الضحك واللعب والتخطيط والدروس خير من كثير منقطع وملئ بالضغوطات والإخفاقات.

قليل من الكتابة في المدونة او التواصل مع مجتمع التعليم البديل الذي كبر ويكبر ويلهمني لبذل المزيد خير من كثير منقطع ينهكني ولا يلهمني ويشتت قرائي.

لذلك فكرت كثيرا وكتبت هذه الجملة في كل مكان حولي على الثلاجة، في مذكراتي، على مرآتي وبدأت أكررها على مسامعي بصوت عالي يوميا

قليل دائم
قليل دائم
قليل دائم

ولكن مازال تأنيب الضمير كلما تواصلت معي احدى صديقاتي وقارءاتي وسئلت أين انت؟ لماذا لا تكتبين كما عهدناك؟

 هل مازلتم تعلمون تعليما بديلا؟ والكثير والكثير.... 

لذا قررت أن أرصد لقطة واحدة في الْيَوْمَ من رحلتنا...واحدة فقط لتذكرني ب (قليل دائم) ومن خلالها احفظ تلك اللقطات في قلبي وعقلي حتى أعود اليها حينما ينتابني الشعور بالذنب ويدق بابي وحش الشك وأطمئن قلبي بان ما نفعل سيستمر لأنه وان كان قليلا لكنه باذن الله سيكون دائم وسيكفي.

* لمشاركة (لقطة في الْيَوْمَ ) من رحلتنا تابعونا على انستجرام وشاركونا في قليلكم او كثيركم الدائم والمفيد والمثمر باذن الله

Sunday 7 May 2017

الدروس العظمى - الدرس الأول نشأة الكون والأرض


بالرغم من إتمام عاليا الست سنوات واستعدادها للبدء بمنهج المنتسوري للمرحلة الابتدائية (6-12عاما) وبالرغم من أنني قدمت لها بعض الدروس الخاصة بهذه المرحلة إلا أنني لم أقدم على تقديم الدروس العظمى غير اليوم. 

ليس لأنها غير مستعدة لتلك الدروس الأن لكن أعتقد شعوري بعدم الاستعداد شخصيا أو بأن هناك شيئا ما ناقصا في فهمي لكيفية تقديم الدروس هو ما أخرني لكن هذا الأسبوع وبعد عدة محاولات من عاليا أن تقوم ببحث بمفردها عن بعض الموضوعات التي تهمها وجدت أن تقديم الدروس الأن هو أفضل توقيت حتى يتسنى لها ربط هذه المعلومات بعضها ببعض وتستطيع أن تسلسلها بشكل منطقي في عقلها بدلا من أن تكون قطع متفرقة من أحجية غير مكتملة.

لكن أولا ما هي الدروس العظمى؟  



ماريا منتسوري صممت عدة دروس لأطفال المرحلة الابتدائية (أو الإعدادية لمتدربي كليات المنتسوري في أمريكا) وهي جزء أساسي في هذه المرحلة وهدفها هو إشعال مخيلة الطفل وفضوله عن العالم من حوله. هناك خمسة دروس عظمى يتم تقديمها كل عام في المرحلة الابتدائية بحيث يتعرض الطفل لهم أكثر من مرة هذه الدروس تساعد على رسم صورة واضحة لبعض المفاهيم الكبيرة أو المعقدة وتعد مدخلا لدراسة العلوم المختلفة. 


Let us give the child a vision of the whole universe…for all things are part of the universe, and are connected with each other to form one whole unity.” 

— Maria Montessori, To Educate the Human Potential 

"علينا أن نمد الطفل بتصور عن الكون ككل لأن كل الأشياء هي جزء من الكون ومرتبطة ببعضها البعض لتصبح وحدة واحدة" ماريا منتسوري

 الدروس العظمى تعد مدخلا يتناول من خلاله الطفل بعض الموضوعات التي يتم دراستها على مدى العام مثل الجغرافيا والتاريخ واللغة والرياضيات ويندرج تحت الدروس العظمى بعض الدروس الأخرى المفتاحية لتكون مدخلا لموضوعات أكثر تفصيلا مثل علم النبات وعلم الحيوان والفلك وهي تتألف من : 

الدرس الأول: نشأة الكون والأرض. 
الدرس الثاني: نشأة الحياة على الأرض. 
الدرس الثالث: نشأة الانسان على الأرض.  
الدرس الرابع: قصة اللغة وأساليب التواصل بين البشر 
الدرس الخامس: قصة الأرقام ونشأتها 

أول هذه الدروس العظمى يقدم عادة في أول يوم أو أسبوع في مدارس المنتسوري وهو عن نشأة الكون والأرض يتضمن هذا الدرس أيضا بعض التجارب العلمية باستخدام المواد الصلبة والسوائل لإظهار كيف اجتمعت القارات والمحيطات أولا.  

هذا الدرس يعد كمدخل لدراسة: 

علم الفلك: النظام الشمسي، النجوم، المجرات، المذنبات 
الأرصاد الجوية: الرياح، التيارات، والطقس ودورة المياه  
الكيمياء: حالات المادة، التفاعلات الكيميائية، العناصر، الذرات، الجدول الدوري 
الفيزياء: المغناطيسية، الكهرباء، الجاذبية، الطاقة، الضوء، الصوت، الحرارة 
الجيولوجيا: أنواع الصخور، المعادن، البراكين، الزلازل، العصور الجليدية 
الجغرافيا: الخرائط، تضاريس الأرض 

بعد بحث وقراءة لشهور قمت بترتيب الخامات والأدوات التي أحتاجها لإجراء التجارب العلمية خلال تقديم الدرس أو القصة وراجعت القصة أكثر من مرة حتى أتذكر ترتيب القصة مع الصور التي على عرضها أو التجربة التي على القيام بها حتى توضح قصة نشأة الكون بشكل أعمق. 

لقد استخدمت الصور التوضيحية من موقع keys of the universe لا شتراكي به لكن يمكن تحميل صور توضيحية مشابهة من هنا.





في دراستنا للأنبياء تعرضنا لقصة خلق سيدنا أدم وبشكل بسيط لقصة خلق الكون من منظور إسلامي لكن قبل تقديم درس اليوم أخبرت أطفالي أن قصة نشأة الكون التي سنناقشها اليوم هي ما يعتقد العلماء وأخر نظرياتهم عن الأمر لكن لأن لم يكن أحدنا موجودا حينها فما علينا إلا التخمين والبحث العلمي للوصول لحقيقة نشأة الكون والأرض. وما يلي هو ترجمة بتصرف لنص القصة التي نقلها ماريو عن والدته ماريا منتسوري. 

نص الدرس الأول (نشأة الكون والأرض أو البداية) 

في البداية، لم يكن هناك شيء. الناس لم تكن موجودة، لم تكن المدن موجودة، الحيوانات لم تكن موجودة، حتى الأرض نفسها لم تكن موجودة. لم يكن هناك أي شيء. لا نجوم، لا جبال، لا انهار، لا المحيطات، لا شيء. لم يكن هناك سوى فراغ هائل لم يكن له بداية ولا نهاية. كان هذا الفراغ شديد الظلام. حتى الظلام الذي نراه لدينا في أحلك ساعات الليل يبدو وكأنه نهارا. كان هذا الفراغ بارد جدا حتى أن الجليد يبدو دافئا بالنسبة له. 

وفجأة من نقطة صغيرة جدا في هذا الفراغ حدث انفجار هائل من الطاقة العظيمة (يمكن استخدام بالون أسود وفقعته عند هذه النقطة من القصة أو احداث صوت عال مثل التصفيق العالي فجأةالتي جلبت الكون كله إلى الوجود. هذه الطاقة الهائلة كانت شديدة الحرارة ورويدا رويدا بدأت جسيمات صغيرة في التشكل هذه الجسيمات كانت صغيرة جدا حتى أصغر بقع من الغبار تبدو كبيرة بجانبهم. ثم تكون الضوء كان ضوء أكبر مما يمكن أن نتصور وكانت الحرارة شديدة للغاية لدرجة أن  كل شيء حتى الحديد والذهب والصخور والمياه كانت موجودة كغازات. 

 كل هذه المواد، وجميع المواد التي تتكون منها الأرض والنجوم كانت منصهرة معا كشعلة من الضوء والحرارة ، حرارة تجعل من شمسنا اليوم وكأنها قطعة من الجليد. هذه الشعلة من الضوء والحرارة انتقلت في الفراغ الهائل  
أخذت الجسيمات في الانضمام الى بعضها العض شيئا فشيئا وتشكلت عناصر الهيدروجين والهليوم. وهذه العناصر ستحول قريبا هذا الكون إلى الكون الذي نعرفه الأنوعلى مدى ال 5 مليارات سنة التالية استمرت الجسيمات في الانضمام معا (تجربة الورق: قصاصات صغيرة من الورق يتم وضعها بالتدريج وببطء في وعاء زجاجي به ماء وملاحظة انضمام بعض القصاصات معا واندفاع بعضها الأخر بعيدا عن بعضها البعض) 



شاهد كيف تأتي بعض الجسيمات وتتحد معا وبعضها يهرب من بعضه العض هذا هو أول القوانين التي وضعت في الكون. ظهرت المجرات، وعندما اصطدمت، ولدت النجوم من الطاقة الهائلة المنبعثة من ذلك الاصطداموتكونت درب التبانة مجرتنا  فبها مائة مليار من النجوم وشمسنا هو نجم واحد فقط منهم. 

عندما ننظر في السماء نرى ملايين النجوم، ولكن كل نجم يمكننا أن نرى في مجرتنا الخاصة، درب التبانة. حتى النجوم من مجرتنا الخاصة بعيدة عن بعضها البعض حتى أنه يأخذ ضوء بعض النجوم ملايين السنين لتصل إلينا. 

هل تعرف ما هي سرعة انتقال الضوء؟ (مائة ميل؟ مائتي ميل؟ ألف ميل في الساعة؟) ينتقلالضوء 186،000 ميل في الثانية الواحدة. 

تخيل مدى سرعة ذلك! وهذا يعني أن الضوء الواحد يمكن أن ينتقل حول الأرض سبع مرات أو 25،000 ميل. تخيل أنه إذا قدنا سيارة حول الأرض بسرعة 100 ميل في الساعة دون التوقف بتاتا سوف يستغرق منا هذا  10 أيام و 10 ليال للانتقال حول الأرض سبع مرات. 

الضوء يفعل كل ذلك في ثانية واحدة فقطيمكنك أن تتخيل إلى أي مدى تبعد النجوم عن الأرض عندما يستغرق ضوء النجوم ملايين السنوات للوصول إلينا.  

ثم هناك الكثير من النجوم فلقد حسب العلماء أنه إذا كان كل واحد منهم حبة من الرمال، فإن جميع النجوم معا تغطي كامل ولاية إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية وتصل إلى ارتفاع 200 متر! واحدة من هذه النجوم، واحدة من هذه الحبوب من الرمل بين تلك الآلاف من المليارات من حبيبات الرمل، هي شمسنا، والجزء من المليون من هذه الحبوب هو أرضنا: بقعة غير مرئية من العدم. 


الشمس لا تبدو كبيرة جدا. ولكن هذا لأنها بعيدة جدا. فالضوء الذي يأتي منها يستغرق حوالي 8 دقائق للوصول إلينا، وإذا كنا لنسافر نفس المسافة في 100 ميلا في الساعة سوف يستغرق منا أكثر قليلا من 106 عاما للوصول إلى الشمس.

 في الواقع حجم الشمس أكبر من الأرض مليون مرة. الشمس كبيرة جدا حتى أن لهب واحد منها يمكن أن يحتوي على 22 أرضا. (عرض صورة الشمس ومقارنة حجمها بالأرض. في هذه الصورة الأرض نقطة في لهب من الهبة الشمس) 




واستمرت الجسيمات في البرود قليلا فقليلا والتشبث ببعضها البعض أكثر فأكثر وأخذت تحتل مساحة أصغر وبدأت الجسيمات في التشكل على ثلاث حالات تبعا لبرودتها :الحالة السائلة، الحالة الصلبة والحالة الغازية. (تجربة حالات المواد الثلاث وبها أحضرت ثلاثة من الأكواب الزجاجية ووضعت بواحدة ماء ولونته بالأزرق وبالأخرى ثلج وبالثالثة بخخت معطر هواء بها حتى يمكن للأطفال معرفة أن هناك غاز من خلال شمه ولكن لا نراه) 




كل ما نعرفه من مواد حولنا وأشياء هو إما غاز أو سائل أو صلب ولكن بما أن الجسيمات كانت مثل الأفراد المختلفين، فإنها لم تصبح صلبة أو سائلة أو غاز في نفس الوقت. في درجة حرارة معينة بقيت بعضها صلبة، والبعض الآخر أصبح سائل، والبعض الآخر أصبح غاز.

فالمواد والجسيمات الأثقل تنزل للأسفل والأخف وزنا ترتفع. الأثقل منها كانت أقرب إلى قلب الأرض، وأخذت الأخف وزنا فوقها كالزيت العائم على الماء. (تجربة ثقل وكثافة المواد وأحضرت بها 3 أكواب زجاجية وضعت بواحد منها ماء ولونته باللون الأزرق وبالأخر زيت ولونته بلون أحمر وبالثالث عسل وأحضرت كوب زجاجي أخر ثم ببطء صببت السوائل وشاهد الأطفال العسل يستقر في القاع والماء تليه ثم يطفو الزيت فوق الماء) 






نتيجة لهذه الرقصة، رقصة العناصر، الجسيمات التي كانت على الحافة الخارجية أصبحت باردة وتقلصت. تجمعوا معا وسارعوا إلى الأرض، ولكن بمجرد الاقتراب من الجزء الأكثر سخونة، فإنها أصبحت ساخنة وطارت الى أعلى ثانية وحتى ذهبوا مرة أخرى. ومثل الجنيات الصغار، يحملوا دلو من الفحم الحار الساخن إلى الفضاء، ويعودوا مع بعض الجليد إلى الأسفل. (صورة رقصة العناصر)


وبسبب هذا القانون تغيرت الأرض تدريجيا من كرة النار إلى الأرض التي نعرفها. هذا هو القانون الذي أطاعته الجسيمات الصغيرة لأنها رقصت رقصة العناصر تلك وبدأت تتشكل الأرض مثل الزبد الذي يشكل على الحليب عندما يغلي ويترك لتبرد. يبدو وكأن الأرض قد اتخذت بعض الشكل.


ولكن العناصر تحت هذا الزبد لا تزال ساخنة جدا فكانت العناصر تلك محاصرة وأرادوا الخروج. وفعلا خرجوا وانفجروا وأحدثوا ثقوبا في هذا الزبد (تجربة البركان وبه قمنا بتصميم هيكل بركان من الطين الأبيض وأحضرنا بيكربونات الصودا ووضعت بعض من الألوان البودرة باللون الأحمر عليها وخل وقمنا بتجربة الانفجار البركاني 




ثم تحولت المياه التي شكلت على السطح مباشرة إلى بخار وكان هناك رماد أيضا - رماد تسبب في حجب الأرض، وتغطيتها بحيث لا يمكن لأحد أن يرى ما يجري. حتى الشمس لم ترى التطور الحاصل في أرضنا الحبيبة حينها. (صورة البراكين وحجاب الرماد)


في النهاية توقفت البراكين عن الانفجار وبدأت العناصر بالبرود وبعض الغازات تحولت للحالة السائلة وبعض السوائل تحول للحالة الصلبة. الأرض نفسها انكمشت وسطحها أصبح مثل التفاحة القديمة التي تركت في الخزانة ملئ بالتجاعيد  فالتجاعيد هي الجبال والجوف هي المحيطات. 

وعندما هدأت البراكين كان الماء قادرا على العودة إلى الأرض - وامطرت وامطرت و غطت المياه كل جوف وشق وجدته في طريقها وهكذا تشكلت المحيطات. واستقر فوقها الهواء الذي نتنفس و السحابة  أو الحجاب من الرماد اختفى (صورة البراكين والمياه)



وبعد انقشاع الحجاب الذي كان يغطي الأرض واستطاعت الشمس أن تبتسم لابنتها الجميلة، الأرض. 


بعد انتهاء الدرس أو القصة قمنا بإعادة بعض التجارب عاليا فضلت القيام بتجربة قصاصات الورق والماء وكريم بالرغم من أنه قام بتجربة البركان مرات عديدة من قبل لكنه مولع بها وأخذ بإعادة التجربة مرار وتكرارا ووضع يده فوق فوهة البركان ويقول (هذا ساخن لقد ساح اصبعي من الحرارة) 

قرأنا في عدة كتب لدينا وأخرى استعرتها من المكتبة مسبقا عن نظرية الانفجار الهائل وعن مكونات الأرض وطلبت منهم أن يذكروا لي أي أسئلة تجول بخاطرهم ومن خلال أسئلتهم يكون استكشافنا في الأسابيع القادمة قبل الانتقال للدرس الثاني عن نشأة الحياة. 


x